Chronological

⁴ وَلَكِنِّي قُلْتُ: «تَعِبتُ وَاجتَهَدتُ بَاطِلًا،
وَأجهَدتُ نَفْسِي دُونَ أنْ أُنجِزَ شَيْئًا.
هَا إنَّ أمْرِي مَعَ اللهِ،
وَمُكَافَأتِي عِنْدَهُ.»
⁵ جَبَلَنِي اللهُ فِي بَطْنِ أُمِّي لِأكُونَ خَادِمًا لَهُ،
لِإرجَاعِ شَعْبِ يَعْقُوبَ إلَيْهِ،
وَلِجَمعِ إسْرَائِيلَ حَوْلَهُ.
لِهَذَا أنَا مُكَرَّمٌ فِي عَينَيِّ اللهِ،
وَقَدْ صَارَ إلَهِي قُوَّتِي.

¹² «هَا شَعْبٌ آتٍ مِنْ بَعِيدٍ.
مِنَ الشِّمَالِ وَمِنَ الغَرْبِ،
وَمِنْ أرْضِ أسوَانَ.»

¹³ تَرَنَّمِي أيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ،
وَافرَحِي أيَّتُهَا الأرْضُ،
وَانطَلِقِي أيَّتُهَا الجِبَالُ بِالتَّسبِيحِ،
لِأنَّ اللهَ عَزَّى شَعْبَهُ،
وَسَيَرْحَمُ الْمُتألِّمِينَ.

¹⁵ وَيَقُولُ اللهُ: «هَلْ تَنْسَى امْرأةٌ طِفْلَهَا الرَّضِيعَ،
أوْ تَتَوَانَى عِنْ رَحمَةِ وَلِيدِهَا؟
نَعَمْ، حَتَّى هَؤلَاءِ يَنْسَينَ أوْلَادَهُنَّ،
أمَّا أنَا فَلَا أنْسَى.
¹⁶ لَقَدْ نَقَشتُكِ عَلَى يَدَيَّ.
أسوَارُكِ أمَامَ عَينَيَّ دَائِمًا.
¹⁷ أوْلَادُكِ يُسرِعُونَ إلَيكِ،
وَالَّذِينَ هَدَمُوكِ وَخَرَّبُوكِ سَيُغَادِرُونَ.»

يَقُولُ اللهُ: «أُقْسِمُ بِذَاتِي،
إنَّ أوْلَادَكِ سَيَكُونُونَ كَقِلَادَةٍ حَوْلَ عُنقِكِ،
وَكَالجَوَاهِرِ الَّتِي تَرْتَدِيهَا العَرُوسُ.

¹⁹ «دَمَّرْتُكِ وَخرَّبْتُكِ،
وَحَطَّمْتُكِ تَمَامًا.
وَلَكِنَّكِ سَتَزْدَحِمِينَ بِالسُّكَّانِ قِرِيبًا،
وَالَّذِينَ ابتَلَعُوكِ يَبْتَعِدُونَ.
²⁰ وَالأوْلَادُ الَّذِينَ ظَنَنْتِ أنَّكِ فَقَدتِهِمْ،
سَيَقُولُونَ لَكِ يَومًا:
‹هَذَا المَكَانُ ضَيِّقٌ،
وَسِّعِيهِ لِنَسكُنَ فِيهِ.›
²¹ حِينَئِذٍ، سَتَقُولِينَ لِنَفْسِكِ:
‹مَنْ وَلَدَ هَؤُلَاءِ الأوْلَادَ لِي؟
فَقَدْ فَقَدْتُ أوْلَادِي،
وَأنَا الآنَ عَاقِرٌ.
كُنْتُ مَسبِيَّةً وَبَعِيدَةً،
فَمَنْ رَبَّى هَؤلَاءِ الأوْلَادَ؟
هُجِرْتُ وَتُرِكْتُ وَحْدِي،
فَمِنْ أيْنَ جَاءُوا؟›»

²⁴ هَلْ يُمكِنُكَ أنْ تَأْخُذَ غَنِيمَةَ جُندِيٍّ قَوِيٍّ؟
أوْ أنْ تُحَرِّرَ أسِيرًا مِنْ يَدِ رَجُلٍ قَاسٍ؟

²⁵ لَكِنْ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
«سَيُؤخَذُ الأسرَى مِنَ الجُنُودِ الأقوِيَاءِ،
وَتُسْتَرَدُّ الغَنِيمَةُ مِنَ القَاسِي.
أنَا نَفْسِي سَأُحَارِبُ عَنْكِ،
وَسَأُخَلِّصُ أوْلَادَكِ.
²⁶ سَأجْعَلُ الَّذِينَ يَظْلِمُونَكِ يَأْكُلُونَ أجْسَادَهُمْ،
وَسَيَسْكَرُونَ بِدَمِهِمْ كَسُكرِهِمْ بِالخَمْرِ.
حِينَئِذٍ، سَيَعْرِفُ جَمِيعُ النَّاسِ
أنِّي أنَا اللهَ الَّذِي أُخَلِّصُكِ وَأفدِيكِ.»

¹⁰ فَمَنْ مِنْكُمْ يَخَافُ اللهَ،
لِيُطِعْ صَوْتَ خَادِمِهِ.
ذَاكَ الَّذِي وَإنْ سَلَكَ فِي الظُّلمَةِ وَلَمْ يَرَ نُورًا،
يَثِقُ بِاسْمِ اللهِ وَيَتَّكِلُ عَلَى إلَهِهِ.
¹¹ يَا مَنْ تُشعِلُونَ نَارَكُمْ وَتُوقِدُونَ مَشَاعِلَكُمْ،
سِيرُوا بِنُورِكُمْ هَذَا.
وَهَذَا مَا سَتَنَالُونَهُ مِنْ يَدِي:
سَتَسْقُطُونَ وَتَتَعَذَّبُونَ
وَسَطَ جَمَرَاتِ نَارِكُمُ الَّتِي أشعَلتُمُوهَا.

¹² يَقُولُ اللهُ: «أنَا، أنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ.
فَلِمَاذَا يَا قُدْسُ تَخَافِينَ مِنْ إنْسَانٍ يَمُوتُ،
وَمِنِ ابْنِ آدَمَ الَّذِي يذبُلُ كَالعُشبِ؟
¹³ نَسِيتِ اللهَ صَانِعَكِ،
الَّذِي بَسَطَ السَّمَاوَاتِ،
وَوَضَعَ أسَاسَاتِ الأرضِ.
وَتَخَافِينَ كُلَّ اليَوْمِ مِنْ غَضَبِ مُضَايقِيكِ
العَازِمِينَ عَلَى تَدْمِيرِكِ؟
فَأينَ غَضَبُ مُضَايقِيكِ الآنَ؟

¹⁴ «سَيُطلَقُ المُنحَنُونَ،
وَلَنْ يَمُوتُوا فِي الحُفرَةِ،
وَسَيَكُونُ لَدَيْهِمْ طَعَامٌ كَثِيرٌ.

¹⁵ «أنَا إلَهَكِ أُهَيِّجُ البَحْرَ فَتَهْدِرَ أموَاجُهُ.
يهوه^[c] القَدِيرُ اسْمُهُ.

¹⁶ «وَضَعتُ كَلَامِي فِي فَمِكَ،
سَتَرْتُكَ فِي ظِلِّ يَدِي.
أنَا مَنْ نَشَر السَّمَاءَ وَوَضَعَ أسَاسَ الأرْضِ،
وَأنَا مَنْ أقُولُ لِصِهْيَوْنَ: ‹أنْتَ شَعْبِي.›»

يَقُولُ اللهُ: «اسْمِي يُهَانُ كُلَّ اليَوْمِ.
⁶ لِذَلِكَ سَيَعْرِفُ شَعْبِي اسْمِي.
وَسَيَعْرِفُونَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أنِّي أنَا قَدْ تَكَلَّمْتُ.»

⁷ مَا أجمَلَ مَجِيءَ المُبَشِّرِ عَلَى الجِبَالِ،
الَّذِي يُعلِنُ السَّلَامَ وَيَحْمِلُ البُشرَى،
الَّذِي يَقُولُ لِصِهْيَوْنَ: «مَلَكَ إلَهُكِ!»
⁸ حُرَّاسُكِ يَرْفَعُونَ أصوَاتَهُمْ،
يَهْتِفُونَ مَعًا بِفَرَحٍ.
لِأنَّهُمْ سَيَرَوْنَ اللهَ بِعُيُونِهِمِ وَهُوَ يَرْجِعُ إلَى صِهْيَوْنَ.
⁹ اهتِفِي بِأُغْنِيَاتِ الفَرَحِ مَعًا،
يَا خَرَائِبَ القُدْسِ.
لِأنَّ اللهَ عَزَّى شَعْبَهُ،
وَخَلَّصَ القُدْسَ.
¹⁰ كَشَفَ اللهُ عَنْ يَدِهِ المُقَدَّسَةِ
أمَامَ كُلِّ الأُمَمِ.
وَسَيَرَى كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى الأرْضِ
خَلَاصَ إلَهِنَا.
¹¹ ارْحَلُوا، ارْحَلُوا،
اخرُجُوا مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ.
لَا تَمَسُّوا أيَّ شَيءٍ نَجِسٍ.
اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا،
نَقُّوا أنْفُسَكُمْ يَا حَامِلِي آنِيَةِ اللهِ.
¹² لِأنَّكُمْ لَنْ تَخْرُجُوا مُسْرِعِينَ،
وَلَنْ تَذْهَبُوا كَهَارِبِينَ.
لِأنَّ اللهَ سَيَسِيرُ أمَامَكُمْ،
وَإلَهَ إسْرَائِيلَ سَيَحْمِي ظُهُورَكُمْ.

53 مَنْ يُصَدِّقُ مَا سَمِعنَاهُ؟
وَلِمَنْ أُظهِرَتْ قُوَّةُ اللهِ؟
² نَمَا كَنَبتَةٍ صَغِيرَةٍ أمَامَهُ،
وَمِثْلَ جَذرٍ فِي أرْضٍ جَافَّةٍ.
لَمْ يَكُنْ لَهُ جَمَالٌ أوْ بَهَاءٌ حَتَّى نَنظُرَ إلَيْهِ،
وَلَا كَانَ فِي هَيئَتِهِ شَيءٌ جَذَّابٌ حَتَّى نَشْتَهِيَهُ.
³ احْتَقَرَهُ النَّاسُ وَتَرَكُوهُ.
هُوَ رَجُلُ آلَامٍ كَثِيرَةٍ،
وَخَبِيرٌ بِالمُعَانَاةِ.
احتَقَرَهُ النَّاسُ كَمَنْبُوذٍ
يُخَبِّئُونَ وَجُوهَهُمْ لِكَي لَا يَرَوْهُ،
وَنَحْنُ لَمْ نَهْتَمَّ بِهِ.
⁴ لَكِنَّهُ رَفَعَ اعتِلَالَاتِنَا،
وَحَمَلَ أمرَاضَنَا.
وَنَحْنُ ظَنَنَّا أنَّ اللهَ يَضْرِبُهُ وَيُذِلُّهُ.
⁵ لَكِنَّهُ جُرِحَ بِسَبَبِ مَعَاصِينَا،
وَسُحِقَ بِسَبَبِ آثَامِنَا.
وَقَعَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَتُنَا فَنَعُمْنَا بِالسَّلَامِ.
وَشُفِينَا بِسَبِبِ جُرُوحِهِ.
⁶ كُلُّنَا ضَلَلنَا كَالغَنَمِ،
وَكُلُّ وَاحِدٍ ذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ.
لَكِنَّ اللهَ وَضَعَ عَلَيْهِ عِقَابَ آثَامِنَا جَمِيعًا.

⁷ عُومِلَ بِقَسوَةٍ وَعَانَى،
وَلَكِنَّهُ لَمْ يُدَافِعْ عَنْ نَفْسِهِ.
مِثْلَ شَاةٍ تُقَادُ إلَى الذَّبحِ،
وَمِثْلَ نَعجَةٍ صَامِتَةٍ أمَامَ جَازِّيهَا.
⁸ أُخِذَ بَالقُوَّةِ وَأُدِينَ ظُلمًا.
وَلَا أحَدَ فِي جِيلِهِ اكتَرَثَ
بِأنَّهُ قُطِعَ مِنْ أرْضِ الأحيَاءِ،
وَعُوقِبَ بِسَبَبِ شَرِّ شَعْبِهِ.

⁹ جَعَلُوا قَبرَهُ مَعَ الأشْرَارِ،
وَمَدفَنَهُ مَعَ غَنِيٍّ.
مَعَ أنَّهُ لَمْ يَظْلِمْ أحَدًا،
وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ أيُّ كَذِبٍ.
¹⁰ وَلَكِنَّ اللهَ رَضِيَ بِسَحقِهِ تَحْتَ الألَمِ.
وَبَعْدَ أنْ قَدَّمَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ،
سَيَرَى نَسْلَهُ وَتَطُولُ أيَّامُهُ،
وَسَيَنْجَحُ فِي تَحْقِيقِ إرَادَةِ اللهِ.
¹¹ سَيَرَى ثَمَرَ مُعَانَاتِهِ
وَسَيُرْضِيهِ أنْ يَعْرِفَ ذَلِكَ.

«لِأنَّ عَبدِي البَارَّ سَيُبَرِّرُ كَثِيرِينَ،
وَسَيَحْمِلُ ذُنُوبَهُمْ.
¹² لِذَلِكَ سَأُعْطِيهِ نَصِيبًا بَيْنَ العُظَمَاءِ،
وَسَيقسِمُ الغَنِيمَةَ مَعَ الأقوِيَاءِ،
لِأنَّهُ سَكَبَ نَفْسَهُ لِلمُوتِ
وَحُسِبَ مَعَ المُرتَدِّينَ.
وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ الكَثِيرِينَ،
وَشَفَعَ فِي المُذنِبِينَ.»