Chronological
حَزَقِيَّا يَتَحَدَّثُ مَعَ النَّبِيِّ إشَعْيَاء
37 فَلَمَّا سَمِعَ حَزَقِيَّا هَذَا، مَزَّقَ ثِيَابَهُ، وَلَبِسَ خَيْشًا حُزْنًا بِسَبِبِ مَا سَمِعَ، ثُمَّ دَخَلَ إلَى بَيْتِ اللهِ.
2 وَأرْسَلَ حَزَقِيَّا ألِيَاقِيمَ المَسْؤولَ عَنْ بَيْتِ المَلِكِ، وَشَبْنَةَ كَاتِبَ المَلِكِ، وَرُؤَسَاءَ الكَهَنَةِ إلَى النَّبِيِّ إشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ، وَهُمْ يَلبَسُونَ الخَيْشَ. 3 فَقَالُوا لِإشَعْيَاءَ: «يَقُولُ حَزَقِيَّا: ‹هَذَا يَوْمُ ضِيقٍ وَتَأْدِيبٍ لَنَا، فَكَأنَّ حَالَنَا هُوَ حَالُ امْرأةٍ حَانَ وَقْتُ وِلَادَتِهَا، غَيْرَ أنَّهُ لَا قُوَّةَ فِيهَا لِلوِلَادَةِ. 4 لَعَلَّ إلَهَكَ يَسْمَعُ كُلَّ كَلَامِ رَئِيسِ السُّقَاةِ الَّذِي أرْسَلَهُ سَيِّدُهُ مَلِكُ أشُّورَ لِيُهِينَ اللهَ الحَيَّ. وَلَعَلَّهُ يُعَاقِبُهُ عَلَى الكَلَامِ الَّذِي قَالَهُ. فَصَلِّ لِإلَهِكَ مِنْ أجْلِ الأحيَاءِ البَاقِينَ فِي المَدِينَةِ.›»
5 فَجَاءَ مَسْؤُولُو المَلِكِ إلَى إشَعْيَاءَ. 6 فَقَالَ لَهُمْ إشَعْيَاءُ: «بَلِّغُوا حَزَقِيَّا هَذِهِ الرِّسَالَةَ: ‹يَقُولُ اللهُ: لَا تَخَفْ بِسَبَبِ مَا قَالَهُ خُدَّامُ مَلِكِ أشُّورَ وَأهَانُونِي بِهِ. 7 هَا إنِّي وَاضِعٌ فِيهِ رُوحَ خَوْفٍ. سَيَسْمَعُ إشَاعَةً، فَيَعُودُ إلَى بَلَدِهِ. وَهُنَاكَ سَيَمُوتُ بِالسَّيْفِ.›»
مَلِكُ أشُّورَ يُنْذِرُ حَزَقِيَّا مَرَّةً أُخْرَى
8 وَسَمِعَ رَئِيسُ السُّقَاةِ أنَّ مَلِكَ أشُّورَ قَدْ تَرَكَ لَخِيشَ. وَعَادَ فَوَجَدَهُ فِي مَدِينَةِ لِبْنَةَ يُحَارِبُهَا. 9 ثُمَّ سَمِعَ مَلِكُ أشُّورَ إشَاعَةً عَنْ تِرْهَاقَةَ، مَلِكِ الحَبَشَةِ. فَقِيلَ لَهُ: «جَاءَ تِرْهَاقَةُ كَي يُحَارِبَكَ.» فَأرْسَلَ مَلِكُ أشُّورَ مَرَّةً أُخْرَى رُسُلًا إلَى حَزَقِيَّا. 10 وَحَمَّلَهُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ إلَيْهِ: «قُولُوا لِمَلِكِ يَهُوذَا:
‹يَخْدَعُكَ إلَهُكَ الَّذِي تَتَّكِلُ عَلَيْهِ حِينَ يَقُولُ: لَنْ يَقْدِرَ مَلِكُ أشُّورَ أنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَى القُدْسِ. 11 لَا بُدَّ أنَّكَ سَمِعْتَ بِمَا فَعَلَهُ مُلُوكُ أشُّورَ بِكُلِّ البُلْدَانِ الأُخْرَى، وَكَيْفَ أنَّهُمْ دَمَّرُوهَا تَدْمِيرًا! فَكَيْفَ تَتَوَهَّمُ أنَّكَ سَتَنْجُو؟ 12 لَمْ تَقْدِرْ آلِهَةُ هَذِهِ الشُّعُوبِ أنْ تُنقِذَهَا. فَقَدْ قَضَى آبَائِي عَلَيْهَا. قَضَوْا عَلَى جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصَفَ وَبَنِي عَدَنَ فِي تَلِّ أسَّارَ. 13 وَأينَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَاوِيمَ وَمَلِكُ هِينَعَ وَمَلِكُ عِوَّا؟›»
صلَاةُ حَزَقِيَّا
14 فَأخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنَ الرُّسُلِ وَقَرَأهَا. ثُمَّ صَعِدَ إلَى بَيْتِ اللهِ وَفَرَدَ الرَّسَائِلَ فِي حَضْرَةِ اللهِ. 15 وَصَلَّى حَزَقِيَّا فِي حَضْرَةِ اللهِ وَقَالَ: 16 «أيُّهَا الإلَهُ القَدِيرُ، يَا إلَهَ إسْرَائِيلَ الجَالِسُ عَلَى مَلَائِكَةِ الكَرُوبِيمِ، أنْتَ وَحْدَكَ إلَهُ كُلِّ مَمَالِكِ الأرْضِ. أنْتَ الَّذِي صَنَعَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ! 17 فَاسْتَمِعْ إلَيَّ يَا اللهُ. وَافتَحْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ. وَاسْمَعْ كَلَامَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي يُهِينُ اللهَ الحَيَّ. 18 صَحِيحٌ يَا اللهُ، أنَّ مُلُوكَ أشُّورَ دَمَّرُوا الشُّعُوبَ الأُخْرَى وَأرَاضِيهَا. 19 وَصَحِيحٌ أيْضًا أنَّهُمْ ألقَوْا بِآلِهَةِ الأُمَمِ الأُخرَى فِي النَّارِ. لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ آلِهَةً حَقِيقِيَّةً، بَلْ صَنَعهَا أُنَاسٌ بِأيدِيهِمْ مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ. لِذَلِكَ تَدَمَّرَتْ! 20 فَخَلِّصْنَا أنْتَ يَا إلهَنَا، خَلِّصْنَا مِنْ يَدِ سَنْحَارِيبَ، حَتَّى تَعْرِفَ جَمِيعُ مَمَالِكِ الأرْضِ أنَّكَ أنْتَ يهوه[a] هُوَ الإلَهُ الوَحِيدُ.»
جَوَابُ اللهِ لِحَزَقيَّا
21 حِينَئِذٍ، أرْسَلَ إشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ بِرِسَالةٍ إلَى حَزَقِيَّا قَالَ فِيهَا: «هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ: ‹سَمِعْتُ صَلَاتَكَ إليَّ بِخُصُوصِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أشُّورَ.› 22 وَهَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ بِشَأنِهِ:
«احتقرَتْكَ وَاسْتَهْزَأتْ بِكَ العَذْرَاءُ العَزِيزَةُ صِهْيَوْنُ،[b]
وَتَهُزُّ العَزيزَةُ القُدْسُ[c] رَأسَهَا عِنْدَ هَرَبِكَ.
23 مَنْ عَيَّرْتَ؟ وَعَلَى مَنْ جَدَّفْتَ؟
وَعَلَى مَنْ رَفَعْتَ صَوْتَكَ،
وَرَفَعْتَ عُيونَكَ بِكِبْرِيَاءٍ؟
أعَلى قُدُّوسِ إسْرَائِيلَ؟
24 عَيَّرْتَ الرَّبَّ عَلَى فَمِ خُدَّامِكَ.
قُلْتَ: ‹بِمَرْكَبَاتِي الكَثِيرَةِ
صَعِدْتُ إلَى أعَالِي الجِبَالِ
وَإلَى قِمَمِ لُبْنَانَ.
قَطَعْتُ أعْلَى أشْجَارِ الأرْزِ،
وَأفْضَلَ أشْجَارِ السَّروِ.
صَعِدْتُ إلَى أعْلَى قِمَمِهِ،
وَإلَى أكثَرِ غَابَاتِهِ كَثَافَةً.
25 حَفَرْتُ آبَارًا،
وَشَرِبْتُ مَاءَ الأرَاضِي الأُخْرَى.
وَبِبَاطِنِ أقْدَامِي جفَّفْتُ كُلَّ أنْهَارِ مِصْرٍ وَسَوَاقِيهَا.›
26 «لَكِنْ ألَمْ تَسْمَعْ بِمَا خَطَّطتُ لَهُ؟
بِمَا خَطَّطْتُ لَهُ منذُ القديمِ،
وَالْآنَ جعلتُهُ يحدثُ؟
فَقَدْ خَطَّطْتُ لِأنْ تُحَوِّلَ المُدُنَ الحَصِينَةَ إلَى تِلَالِ حُطَامٍ،
27 بَيْنَمَا شَعْبُهَا الضُّعِيفُ مُرتَعِبٌ وَمُرتَبِكٌ
مِثْلَ أعشَابٍ فِي الحَقْلِ وَمِثْلَ حَشِيشٍ أخضَرَ،
مِثْلَ عُشبٍ عَلَى سُطُوحِ المَنَازِلِ،
تُحرِقُهُ الرِّيَاحُ الشَّرْقِيَّةُ.
28 أنَا أعْرِفُ مَتى تَقُومُ وَمَتى تَجْلِسُ،
وَمَتى تَخْرُجُ وَمَتى تَدْخُلُ،
وَأعْرِفُ ثَوَرَانَكَ عَليَّ.
29 لِأنَّكَ ثُرْتَ عَليَّ،
وَأنَا سَمِعْتُ كَلَامَك المُتَكَبِّرَ،
فَسَأضَعُ الخُطَّافَ فِي أنْفِكَ،
وَالرَّسَنَ فِي فَمِكَ،[d]
وَسَأجْعَلُكَ تَعُودُ إلَى أرْضِكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ بِهِ.»
30 «وَهَذِهِ هِيَ العَلَامَةُ عَلَى أنِّي سَأُعِينُكَ، يَا حَزَقِيَّا: سَتَأْكُلُ هَذِهِ السَّنَةَ زَرْعًا يَنْمُو وَحْدَهُ. وَفِي السَّنَةِ القَادِمَةِ سَتَأْكُلُ زَرْعًا يَنْمُو مِنْ بُذُورِ المَحْصوُلِ السَّابِقِ. أمَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَسَتَحْصُدُونَ مَا تَزْرَعُونَ. وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ مِنْهَا عِنَبًا. 31 أمَّا النَّاجُونَ مِنْ عَشِيرَةِ يَهُوذَا فَسَيَعُودُونَ، وَسَيُعَمِّقُونَ جُذُورَهُمْ فِي الأرْضِ وَيَنْمُونَ. 32 لِأنَّهُ سَتَبْقَى بَقِيَّةٌ وَتَخْرُجُ مِنَ القُدْسِ، مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. اللهُ القَدِيرُ يَصْنَعُ هَذَا بِسَبَبِ غَيْرَتِهِ.»
33 هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ عَنْ مَلِكِ أشُّورَ:
«لَنْ يَدْخُلَ هَذِهِ المَدِينَةَ،
أوْ يُطلِقَ فِيهَا سَهْمًا وَاحِدًا.
لَنْ يَقْتَرِبَ إلَى المَدِينَةِ بِأتْرَاسِهِ،
أوْ يَبْنِيَ بُرْجَ حِصَارٍ عَلَيْهَا.
34 فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ سَيَرْجِعُ.
لَنْ يَدْخُلَ هَذِهِ المَدِينَةَ.
هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ.
35 سَأُدَافِعُ عَنِ هذِهِ المَدِينَةِ وَأُنْقِذُهَا.
مِنْ أجْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ أجْلِ اسْمِي، سَأفْعَلُ هَذَا.»
القَضَاءُ عَلَى الجَيْشِ الأشُّورِي
36 فِي تِلْكَ اللَّيلَةِ خَرَجَ مَلَاكُ اللهِ وَقَتَلَ مِئَةً وَخَمْسةً وَثَمَانِينَ ألْفَ جُنْدِيٍّ فِي مُعَسْكَرِ الأشُّورِيِّينَ. وَلَمَّا أفَاقَ الأشُّورِيُّونَ فِي الصَّبَاحِ، رَأوْا كُلَّ جُثَثِ القَتلَى. 37 فَغَادَرَ سَنْحَارِيبُ، مَلِكُ أشُّورَ، ذَلِكَ المَكَانَ عَائِدًا إلَى نِينَوَى حَيْثُ أقَامَ. 38 وَذَاتَ يَوْمٍ، كَانَ يَعْبُدُ فِي هَيْكَلِ إلَهِهِ نَسْرُوخَ. فَقَتَلَهُ ابْنَاهُ أدْرَمَّلَكُ وَشَرآصِرُ بِالسَّيْفِ. ثُمَّ هَرَبَا إلَى أرْضِ أرَارَاطَ. وَخَلَفَهُ فِي الحُكْمِ ابْنُهُ آسَرْحَدُّونَ.
مَرَضُ حَزَقِيَّا
38 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، مَرِضَ حَزَقِيَّا وَقَارَبَ المَوْتَ. فَذَهَبَ النَّبِيُّ إشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إلَى حَزَقِيَّا وَقَالَ لَهُ: «يَقُولُ اللهُ لَكَ: ‹رَتِّبْ شُؤُونَ بَيْتِكَ، لِأنَّهُ لَنْ يَطُولَ بِكَ العُمْرُ. بَلْ سَتَمُوتُ قَرِيبًا!›»
2 فَأدَارَ حَزَقِيَّا وَجْهَهُ إلَى الحَائِطِ. وَصَلَّى إلَى اللهِ 3 وَقَالَ: «اذْكُرْ، يَا اللهُ أنِّي خَدَمْتُكَ بِوَفَاءٍ وَمِنْ كُلِّ قَلْبِي. وَفَعَلْتُ مَا يُرْضِيكَ.» ثُمَّ بَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً مُرًّا.
4 فَجَاءَتْ كَلَّمَهُ اللهِ إلَى إشَعْيَاءَ فَقَالَ لَهُ: 5 «اذهَبْ وَكَلِّمْ حَزَقِيَّا وَقُلْ لَهُ: ‹يَقُولُ اللهُ، إلَهُ جَدِّكَ دَاوُدَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلَاتَكَ وَرَأيْتُ دُمُوعَكَ. وَسَأُضِيفُ إلَى حَيَاتِكَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. 6 وَسَأُنْقِذُكَ وَأُنْقِذُ هَذِهِ المَدِينَةَ مِنْ مَلِكِ أشُّورَ. وَسَأحمِي هَذِهِ المَدِينَةَ.›»
7 وَهَذِهِ هِيَ العَلَامَةُ الَّتِي يُعْطِيهَا لَكَ اللهُ دَليلًا عَلَى أنَّ اللهَ سَيُحَقِّقُ كَلَامَهُ: 8 «سَأجْعَلُ الظِلَّ الَّذِي تَحَرَّكَ مَعَ الشَّمْسِ عَلَى دَرَجَاتِ المَلِكِ آحَازَ لِلوَقْتِ[e] يَتَرَاجَعُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ. فَتَرَاجَعَ الظِلُّ عَشَرَ دَرَجَاتٍ بَعْدَ أنْ نَزَلَ.»
تَرْنِيمَةُ حَزَقِيَّا
9 وَهَذَا مَا كَتَبَهُ حَزَقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا، بَعْدَ مَرَضِهِ وَشِفَائِهِ مِنَ المَرَضِ:
10 قُلْتُ لِنَفْسِي:
«فِي مُنْتَصَفِ حَيَاتِي سَأعبُرُ بَوَّابَاتِ الهَاوِيَةِ.
قَدِ امتُحِنْتُ، وَأُخِذَتْ بَقِيَّةُ سَنَوَاتِ حَيَاتِي مِنِّي.
11 قُلْتُ لَنْ أرَى اللهَ يَاه[f] فِي أرْضِ الأحيَاءِ،
لَنْ أرَى النَّاسَ،
وَلَنْ أعِيشَ مَعَ سُكَّانِ الأرضِ.
12 حَيَاتِي زَالَتْ وَأُخِذَتْ مِنِّي،
مِثْلَ خَيْمَةِ الرَّاعِي.
قُطِعَتْ حَيَاتِي وَلُفَّتْ،
مِثْلَ نَسَّاجٍ يَفْصِلُ البِسَاطَ عَنِ آلَةِ الحِيَاكَةِ،
قَدِ انْتَهَتْ فِي فَترَةٍ قَصِيرَةٍ!
13 صَرَختُ طَلَبًا لِلعَونِ طَوَالَ اللَّيلِ.
كَالأسَدِ يُهَشِّمُ عِظَامِي.
أنهَيتَ حَيَاتِي فِي فَترَةٍ قَصِيرَةٍ.
14 أبكِي كَسُنُونَةٍ،
أنُوحُ كَيَمَامَةٍ.
تَعِبَتْ عَيْنَايَ مِنَ النَّظَرِ إلَى الأعْلَى.
يَا رَبُّ أنَا مُتَضَايِقٌ فَأطلِقْنِي.
15 مَاذَا أسْتَطِيعُ أنْ أقُولَ؟
فَهُوَ تَكَلَّمَ، وَهُوَ نَفْسُهُ سَيَعْمَلُ.
سَأتَمَشَّى عَلَى مَهلٍ كُلَّ سِنِي حَيَاتِي،
بِسَبَبِ مَرَارَةِ نَفْسِي.
16 يَا سَيِّدِي، بِسَبَبِ أعْمَالِكَ يَحيَا الإنْسَانُ،
وَفِي كُلِّ هَذِهِ الأعْمَالِ تَجِدُ رُوحِي حَيَاةً.
فَأعْطِنِي صِحَّةً وَحَيَاةً.
17 «فَهُوَذَا المَرَارَةُ الَّتِي فِيَّ تَحَوَّلَتْ لِخَيرِي.
وَأنْتَ حَفِظْتَ حَيَاتِي مِنْ حُفرَةِ الفَنَاءِ.
لِأنَّكَ ألقَيتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَاي.
18 القَبرُ لَا يَسْتَطِيعُ أنْ يَشْكُرَكَ،
وَالمَوْتُ لَا يُسَبِّحُكَ،
وَأُولَئِكَ النَّازِلُونَ إلَى القَبْرِ
لَا يَضَعُونَ رَجَاءَهُمْ فِي أمَانَتِكَ.
19 الأحيَاءُ وَحدَهُمْ يَشْكُرُونَكَ.
كَمَا أفْعَلُ أنَا اليَوْمَ.
الآبَاءُ يُعَلِّمُونَ الأوْلَادَ عَنْ أمَانَتِكَ.
20 سَيُخَلِّصُنِي اللهُ،
لِذَا سَنَعزِفُ عَلَى آلَاتِنَا المُوسِيقِيَّةِ
كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِنَا فِي بَيْتِ اللهِ.»
21 وَكَانَ إشَعْيَاءُ قَدْ قَالَ: «لِيَأْخُذُوا ضَمَّادَةً مِنْ تِينٍ مَهرُوسٍ وَيَفْرُكُوا بِهَا البُثُورَ، وَسَيُشفَى حَزَقِيَّا.» 22 وَقَالَ حَزَقِيَّا: «مَا هِيَ العَلَامَةُ بِأنِّي سأُشفَى وَأصعَدُ إلَى بَيْتِ اللهِ؟»
رُسُلٌ مِنْ بَابِل
39 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، أرْسَلَ مَرُودَخُ بَلَاذَانُ بْنُ بَلَاذَانَ، مَلِكُ بَابِلَ، رَسَائِلَ وَهَدِيَّةً إلَى حَزَقِيَّا. وَمَا دَفَعَهُ إلَى عَمَلِ ذَلِكَ هُوَ أنَّهُ سَمِعَ أنَّ حَزَقِيَّا كَانَ مَرِيضًا. 2 فَسمِعَ حَزَقِيَّا عَنْ الوَفدِ القَادِمِ مِنْ بَابِلَ وَرَحَّبَ بِهِ، وَأرَاهُمْ كُلَّ الأشْيَاءِ الثَّمِينَةِ فِي بَيْتِهِ. أرَاهُمُ الفِضَّةَ وَالذَّهَبَ، وَالأطيَابَ، وَالعِطْرَ الثَّمِينَ، وَالأسلِحَةَ، وَكُلَّ شَيءٍ فِي مَخَازِنِهِ. فَلَمْ يَبْقَ شَيءٌ فِي بَيْتِ حَزَقِيَّا لَمْ يُرِهِمْ إيَّاهُ.
3 فَجَاءَ النَّبِيُّ إشَعْيَاءُ إلَى المَلِكِ حَزَقِيَّا وَسَألَهُ: «مَاذَا قَالَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ؟ وَمِنْ أيْنَ جَاءُوا؟»
فَأجَابَ حَزَقِيَّا: «جَاءُوا مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ، مِنْ بَابِلَ.»
4 فَقَالَ إشَعْيَاءُ: «وَمَا الَّذِي رَأوْهُ فِي بَيْتِكَ؟»
فَأجَابَ حَزَقِيَّا: «لَقَدْ رَأوْا كُلَّ شَيءٍ فِي بَيْتِي. فَلَا يُوجَدُ شَيءٌ فِي مَخَازِنِي لَمْ أُرِهِ لَهُمْ.»
5 فَقَالَ إشَعْيَاءُ لِحَزَقِيَّا: «اسْمَعْ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ: 6 ‹سَيَأْتِي وَقْتٌ يُحمَلُ فِيهِ كُلُّ شَيءٍ فِي بَيْتِكَ، وَكُلُّ مَا ادَّخَرَهُ آبَاؤكَ حَتَّى هَذَا اليَوْمِ، إلَى بَابِلَ. لَنْ يَتَبَقَّى شَيءٌ مِنْهُ. اللهُ هُوَ الَّذِي يَقُولُ هَذَا. 7 وَسَيُؤخَذُ أبْنَاؤكَ أنْتَ لِيَصِيرُوا خُدَّامًا فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ.›»
8 فَقَالَ حَزَقِيَّا: «حَسَنَةٌ هِيَ رِسَالَةُ اللهِ.» ثُمَّ أضَافَ: «مَا دَامَ السَّلَامُ وَالأمَانُ سَيَسُودَانِ فِي حَيَاتِي!»
«لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ» عَلَى آلَاتٍ وَتَرِيَّةٍ، أُنشُودَةٌ لِآسَافَ.
76 اللهُ شَهِيرٌ فِي يَهُوذَا،
وَاسْمُهُ عَظِيمٌ فِي إسْرَائِيلَ.
2 فِي سَالِيمَ[a] خَيْمَتُهُ،
وَعَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ مَسكَنُهُ.
3 هُنَاكَ كَسَّرَ السِّهَامَ المُلتَهِبَةَ،
وَالتُّرُوسَ وَسُيُوفَ الحَرْبِ. سِلَاهْ
4 كُنْتَ بَهِيًّا وَمَجِيدًا
عَلَى سِلسِلَةِ الجِّبَالِ الَّتِي ذُبِحَ عَلَيْهَا كَثِيرُونَ.
5 نُهِبَ الجُنُودُ الأقوِيَاءُ وَهُمْ نَائِمُونَ.
وَلَمْ يَقْوَ أحَدٌ مِنْ أصْحَابِ البَأسِ
عَلَى أنْ يَرْفَعَ يَدًا.
6 يَسْقُطُ الحِصَانُ وَرَاكِبُهُ كَمَا لَوْ كَانُوا نِيَامًا
عِنْدَمَا تَنْتَهِرُهُمْ يَا إلَهَ يَعْقُوبَ.
7 أمَّا أنْتَ فَمَهُوبٌ!
لَيْسَ مَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يَصْمُدَ أمَامَ غَضَبِكَ الشَّدِيدِ.
8 مِنَ السَّمَاءِ أعلَنتَ حُكمَكَ.
الأرْضُ صَمَتَتْ خَوْفًا
9 عِنْدَمَا قَامَ اللهُ
لِيُصدِرَ حُكمًا وَيَحْمِيَ المَسَاكِينَ،
وَالوُدَعَاءَ فِي الأرْضِ.
10 حَتَّى غَضَبُ النَّاسِ
يُمْكِنُ أنْ يَجْلِبَ المَدِيحَ لَكَ.
وَالنَّاجُونَ يُصْبِحُونَ أكْثَرَ قُوَّةٍ.[b]
11 أحضِرُوا جِزيَتَكُمْ أيَّتُهَا الأُمَمُ المُحِيطَةُ!
أنذِرُوا نُذُورًا وَأوفُوهَا لِإلَهِكُمْ،
الإلَهِ الوَاجِبِ التَّوقِيرِ!
12 يُرْعِبُ اللهُ القَادَةَ العِظَامَ.
وَمُلُوكُ الأرْضِ يَخْشُونَهُ.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International