Chronological
1 كَانَ فِي البَدءِ،
سَمِعنَاهُ،
رَأينَاهُ بِعُيُونِنَا.
تَأمَّلْنَاهُ،
وَلَمَسْنَاهُ بِأيدِينَا.
إنَّهُ الكَلِمَةُ الَّذِي هُوَ الحَيَاةُ.
2 ظَهَرَ لَنَا فَرَأينَاهُ وَنَشهَدُ لَهُ، وَهَا نَحْنُ نُعلِنُهُ لَكُمْ. إنَّهُ الحَيَاةُ الأبَدِيَّةُ الَّذِي كَانَ مَعَ الآبِ، وَقَدْ أُعْلِنَ لَنَا. 3 وَنَحْنُ نُعلِنُ لَكُمْ مَا رَأينَاهُ وَسَمِعنَاهُ، لِكَي يَكُونَ لَكُمْ شَرِكَةٌ مَعَنَا، وَشَرِكَتُنَا نَحْنُ هِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ. 4 لِذَا نَكتُبُ إلَيكُمْ كَي يَكْتَمِلَ فَرَحُنَا.
اللهُ يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا
5 هَذِهِ هِيَ الرِّسَالَةُ الَّتِي سَمِعنَاهَا مِنْهُ، وَنَحْنُ نُعلِنُهَا لَكُمْ: اللهُ نُورٌ، وَلَا يُوجَدُ فِيهِ ظَلَامٌ عَلَى الإطلَاقِ. 6 إنْ قُلْنَا إنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ، وَوَاصَلْنَا السَّيرَ فِي الظَّلَامِ، فَإنَّنَا نَكذِبُ وَلَا نَتْبَعُ الحَقَّ. 7 لَكِنْ إنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا أنَّ اللهَ هُوَ فِي النَّورِ، عِنْدَهَا نَشتَرِكُ بَعْضُنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ ابنِ اللهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. 8 إنْ قُلنَا إنَّهُ لَيْسَ فِينَا أيَّةُ خَطِيَّةٍ، فَنَحْنُ نَخدَعُ أنْفُسَنَا، وَالحَقُّ لَيْسَ فِينَا. 9 أمَّا إنِ اعتَرَفنَا بِخَطَايَانَا، فَاللهُ أمِينٌ وَعَادِلٌ، يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا، وَيُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ. 10 إنْ قُلْنَا إنَّنَا لَمْ نَرتَكِبْ أيَّةَ خَطِيَّةٍ، فَإنَّنَا نَتَّهِمُ اللهَ بِالكَذِبِ! وَلَا تَكُونُ رِسَالَتُهُ ثَابِتَةً فِي قُلُوبِنَا.
يَسُوعُ شَفِيعُنَا
2 أبنَائِي الأعِزَّاءَ، إنِّي أكتُبُ إلَيكُمْ هَذِهِ الأشْيَاءَ، حَتَّى لَا تَرْتَكِبُوا أيَّةَ خَطيَّةٍ. لَكِنْ إنِ ارتَكَبَ أحَدُكُمْ خَطيَّةً، فَإنَّ لَنَا شَفِيعًا عِنْدَ الآبِ هُوَ يَسُوعُ المَسِيحُ البَارُّ، وَهُوَ الذَّبيحَةُ الكَافِيَةُ للتَّكْفِيرِ عَنْ خَطَايَانَا. 2 وَلَيْسَ خَطَايَانَا فَحَسْبُ، بَلْ خَطَايَا العَالَمِ بِأَسْرِهِ.
3 إنْ أطَعنَا وَصَايَا اللهِ، نَعْلَمُ يَقِينًا أنَّنَا نَعْرِفُ اللهَ. 4 فَمَنْ يَقُولُ إنَّهُ يَعْرِفُ اللهَ، وَلَا يُطِيعُ وَصَايَاهُ، يَكُونُ كَاذِبًا، وَالحَقُّ لَيْسَ ثَابِتًا فِي قَلْبِهِ. 5 لَكِنْ مَنْ يُطِيعُ كَلِمَةَ اللهِ، فَإنَّ مَحَبَّةَ اللهِ تَكُونُ قَدِ اكتَمَلَتْ فِيهِ بِالفِعْلِ. وَهَكَذَا نَعْرِفُ أنَّنَا فِي اللهِ: 6 مَنْ يَقُولُ إنَّهُ ثَابِتٌ فِي اللهِ، فَليَعِشْ كَمَا عَاشَ يَسُوعُ.
وَصيَّةُ المَحَبَّة
7 أيُّهَا الأحِبَّاءُ، إنَّ مَا أكتُبُهُ إلَيكُمْ لَيْسَ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ لَدَيْكُمْ مُنْذُ البِدَايَةِ. وَهِيَ رِسَالَةٌ سَمِعْتُمُوهَا مِنْ قَبْلُ. 8 وَمِنْ جَانِبٍ آخَرَ، أنَا أكتُبُ إلَيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، ظَهَرَتْ حَقِيقَتُهَا فِي المَسِيحِ وَفِيكُمْ، لِأنَّ الظَّلَامَ قَدْ زَالَ، وَالنُّورُ الحَقِيقِيُّ يُضِيئُ. 9 فَمَنْ يَقُولُ إنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يَكْرَهُ أخَاهُ، فَإنَّهُ مَا يَزَالُ فِي الظَّلَامِ. 10 أمَّا مَنْ يُحِبُّ أخَاهُ، فَإنَّ حَيَاتَهُ تَبْقَى فِي النُّورِ، وَلَا يَتَعَثَّرُ بِشَيءٍ. 11 لَكِنْ مَنْ يَكْرَهُ أخَاهُ، فَهُوَ فِي الظَّلَامِ، وَيَعِيشُ فِي الظَّلَامِ، وَلَا يَعْرِفُ إلَى أيْنَ يَذْهَبُ، لِأنَّ الظَّلَامَ أعْمَى عُيُونَهُ.
12 أكتُبُ إلَيكُمْ يَا أبنَائِي الصِّغَارَ
لِأنَّ خَطَايَاكُمْ قَدْ غُفِرَتْ لأجْلِ اسْمِ المَسِيحِ.
13 أكتُبُ إلَيكُمْ أيُّهَا الآبَاءُ
لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ الَّذِي كَانَ فِي البَدءِ.
أكتُبُ إلَيكُمْ أيُّهَا الشَّبَابُ،
لِأنَّكُمْ قَهَرتُمُ الشِّرِّيرَ.[a]
14 أكتُبُ إلَيكُمْ أيُّهَا الأوْلَادُ
لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَ الآبَ.
أكتُبُ إلَيكُمْ أيُّهَا الآبَاءُ
لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ الَّذِي كَانَ فِي البَدءِ.
أكتُبُ إلَيكُمْ أيُّهَا الشَّبَابُ
لِأنَّكُمْ أقوِيَاءُ وَكَلِمَةُ اللهِ حَيَّةٌ فِيكُمْ،
وَقَدْ هَزَمتُمُ الشِّرِّيرَ.
15 لَا تُحِبُّوا العَالَمَ، أوِ الأشْيَاءَ المَوجُودَةَ فِي هَذَا العَالَمِ. إنْ أحَبَّ أحَدٌ العَالَمَ، فَذَلِكَ لِأنَّ مَحَبَّةَ الآبِ لَيْسَتْ فِي قَلْبِهِ. 16 فَكُلُّ مَا فِي هَذَا العَالَمِ مِنْ شَهَوَاتِ الطَّبِيعَةِ الجَسَدِيَّةِ، وَشَهَوَاتِ العُيُونِ، وَالتَّفَاخُرِ بِالإنْجَازَاتِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ، بَلْ مِنَ العَالَمِ. 17 وَالعَالَمُ يَفْنَى هُوَ وَالشَّهَوَاتُ الَّتِي فِيهِ، لَكِنْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ اللهِ، يَحيَا إلَى الأبَدِ.
ضِدُّ المَسِيح
18 يَا أبنَائِي، لَقَدِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ الأخِيرَةُ، وَكَمَا سَبَقَ أنْ سَمِعْتُمْ، فَإنَّ ضِدَّ المَسِيحِ آتٍ. بَلْ لَقَدْ ظَهَرَ أضدَادٌ كَثِيرُونَ لِلمَسِيحِ، لِهَذَا نَعْلَمُ أنَّ السَّاعَةَ الأخِيرَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ. 19 لَقَدْ خَرَجُوا مِنْ بَينِنَا، لَكِنَّهُمْ لَا يَنْتَمُونَ إلَينَا. لِأنَّهُمْ لَوْ كَانُوا يَنْتَمُونَ إلَينَا لَبَقَوْا مَعَنَا، لَكِنَّهُمْ تَرَكُونَا، فَكُشِفَ أنَّهُمْ جَمِيعًا لَا يَنْتَمُونَ إلَينَا. 20 أمَّا أنْتُمْ فَلَكُمْ مِسحَةٌ[b] مِنَ القُدُّوسِ، وَلِجَمِيعِكُمْ قَدْ وُهِبَتِ المَعْرِفَةُ. 21 فَأنَا لَا أكتُبُ إلَيكُمْ لِأنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ الحَقَّ، بَلْ لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَهُ، وَلِأنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الحَقِّ كَذِبٌ.
22 فَمَنِ الكَذَّابُ إلَّا مَنْ يَقُولُ إنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُوَ المَسِيحُ؟ مِثْلُ هَذَا هُوَ ضِدُّ المَسِيحِ، فَهُوَ يُنكِرُ الآبَ وَالابْنَ مَعًا. 23 كُلُّ مَنْ يُنكِرُ الابْنَ، لَا يَكُونُ لَهُ الآبُ أيْضًا، أمَّا مَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ، فَإنَّ لَهُ الآبَ أيْضًا.
24 أمَّا أنْتُمْ، فَمَا سَمِعْتُمُوهُ مُنْذُ البِدَايَةِ يَنْبَغِي أنْ يَثْبُتَ فِيكُمْ. فَإنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ البِدَايَةِ، تَثْبُتُونَ فِي الِابْنِ وَفِي الآبِ. 25 وَهَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ بِهِ: الحَيَاةَ الأبَدِيَّةَ.
26 إنِّي أكتُبُ لَكُمْ هَذِهِ الأشْيَاءَ عَنِ الَّذِينَ يُحَاوِلُونَ أنْ يَخْدَعُوكُمْ. 27 أمَّا أنْتُمْ، فَالمِسحَةُ الَّتِي قَبِلتُمُوهَا مِنَ القُدُّوسِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، فَلَا تَحتَاجُونَ أنْ يُعَلِّمَكُمْ أحَدٌ شَيْئًا جَدِيدًا. فَالمِسحَةُ الَّتِي أعْطَاهَا لَكُمْ، تُعَلِّمُكُمْ عَنْ كُلِّ شَيءٍ. وَهِيَ حَقٌّ لَا زيفٌ! لِذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ تَثْبُتُوا فِي المَسِيحِ كَمَا تَعَلَّمتُمْ مِنْ هَذِهِ المِسحَةِ.
28 فَالآنَ أيُّهَا الأبْنَاءُ الأحِبَّاءُ، اثبُتُوا فِي المَسِيحِ، حَتَّى إذَا أُظْهِرَ فِي مَجيئِهِ الثَّانِي، تَكُونُ لَنَا كُلُّ الثِّقَةِ، وَلَا نَخْجَلُ مِنْهُ عِنْدَمَا يَعُودُ. 29 إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ المَسِيحَ بَارٌّ، فَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ أيْضًا أنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ البِرَّ هُمْ أوْلَادُ اللهِ.
نَحْنُ أوْلَادُ الله
3 تَأمَّلُوا المَحَبَّةَ العَظِيمَةَ الَّتِي أحَبَّنَا بِهَا الآبُ، حَتَّى إنَّهُ أعْطَانَا امْتِيَازًا أنْ نُدعَى أوْلَادَ اللهِ! وَنَحْنُ فِعلًا كَذَلِكَ! لِهَذَا السَّبَبِ فَإنَّ العَالَمَ لَا يَعْرِفُنَا، لِأنَّهُ لَا يَعْرِفُ الآبَ. 2 أيُّهَا الأحِبَّاءُ، نَحْنُ الآنَ أوْلَادُ اللهِ، وَلَمْ يُعلَنْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. لَكِنَّنَا نَعْلَمُ أنَّهُ عِنْدَمَا يَعُودُ المَسِيحُ ثَانِيَةً سَنَكُونُ مِثْلَهُ، لِأنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ فِعلًا! 3 فَمَنْ يَمْتَلِكُ هَذَا الرَّجَاءَ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا أنَّ المَسِيحَ طَاهِرٌ.
4 كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيَّةَ، يَكْسِرُ شَرِيعَةَ اللهِ، لِأنَّ الخَطِيَّةَ هِيَ كَسرٌ لِلشَّرِيعَةِ. 5 وَتَعْلَمُونَ أنَّ المَسِيحَ قَدْ جَاءَ لِكَي يُزِيلَ خَطَايَا البَشَرِ، وَلَيْسَتْ فِيهِ أيَّةُ خَطِيَّةٍ. 6 كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِي المَسِيحِ لَا يَسْتَمِرُّ فِي الخَطِيَّةِ، أمَّا مَنْ يَسْتَمِرُّ فِي الخَطِيَّةِ، فَذَلِكَ لَمْ يَرَ المَسِيحَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ.
7 أبنَائِي الأعِزَّاءَ، لَا تَدَعُوا أحَدًا يَخْدَعُكُمْ. مَنْ يَفْعَلُ البِرَّ بَارٌّ كَمَا أنَّ المَسِيحَ بَارٌّ. 8 أمَّا مَنْ يَرْتَكِبُ الخَطِيَّةَ، فَهُوَ يَنْتَمِي إلَى إبْلِيسَ، لِأنَّ إبْلِيسَ خَاطِئٌ مُنْذُ البِدَايَةِ. وَلِهَذَا جَاءَ ابْنُ اللهِ، كَي يُدَمِّرَ أعْمَالَ إبْلِيسَ. 9 مَنْ أصبَحَ ابنًا للهِ لَا يُواصِلُ مَمَارَسَةَ الخَطِيَّةِ، لِأنَّ بِذرَةَ الحَيَاةِ الَّتِي وَضَعَهَا اللهُ فِيهِ، تَثْبُتُ فِيهِ. بَلْ هُوَ لَا يَسْتَطِيعُ أنْ يَسْتَمِرَّ فِي الخَطِيَّةِ، لِأنَّهُ أصبَحَ ابنًا للهِ. 10 بِهَذَا تَعِرِفُونَ أوْلَادَ اللهِ وَأوْلَادَ إبْلِيسَ، فَكُلُّ مَنْ لَا يَفْعَلُ البِرَّ لَا يَنْتَمِي إلَى اللهِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ لَا يُحِبُّ أخَاهُ.
يُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا
11 هَذِهِ هِيَ الرِّسَالَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ البِدَايَةِ: أنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا. 12 لَيْسَ مِثْلَ قَايِينَ الَّذِي كَانَ يَنْتَمِي إلَى الشِّرِّيرِ وَقَتَلَ أخَاهُ. وَلِمَاذَا قَتَلَهُ؟ قَتَلَهُ لِأنَّ أعْمَالَهُ هُوَ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأعْمَالَ أخِيهِ حَسَنَةٌ.
13 أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا تَسْتَغْرِبُوا إذَا كَرِهَكُمُ العَالَمُ. 14 إنَّنَا نَعْلَمُ أنَّنَا اجتَزنَا مِنَ المَوْتِ إلَى الحَيَاةِ، لِأنَّنَا نُحِبُّ إخْوَتَنَا، وَمَنْ لَا يُحِبُّ يَبْقَى فِي المَوْتِ. 15 مَنْ يُبغِضُ أخَاهُ هُوَ قَاتِلٌ![c] وَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ مَنْ يَقْتُلُ، لَيْسَتْ لَهُ حَيَاةٌ أبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ. 16 هَكَذَا نَعْرِفُ المَحَبَّةَ: كَمَا أنَّ المَسِيحَ بَذَلَ حَيَاتَهُ مِنْ أجْلِنَا، كَذَلِكَ عَلَيْنَا أنْ نَبذُلَ حَيَاتَنَا فِي سَبِيلِ إخْوَتِنَا. 17 كُلُّ مَنْ يَمْلِكُ شَيْئًا مِنْ خَيرَاتِ هَذِهِ الدُّنيَا، وَيَرَى أخَاهُ فِي حَاجَةٍ وَلَا يُشفِقُ عَلَيْهِ، لَا يُمْكِنُ أنْ تَكُونَ مَحَبَّةُ اللهِ ثَابِتَةً فِيهِ.
18 أبنَائِي الأعِزَّاءَ، دَعُونَا لَا نُحِبَّ بِالْكَلَامِ أوْ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالمُمَارَسَةِ وَالصِّدقِ. 19 هَكَذَا نَعْلَمُ أنَّنَا نَنتَمِي إلَى الحَقِّ، وَهَكَذَا تَطْمَئِنُّ قُلُوبُنَا أمَامَ اللهِ. 20 وَحَتَّى لَوْ أنَّبَتْنَا قُلُوبُنَا، فَاللهُ أعْظَمُ مِنْ قُلُوبِنَا، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيءٍ.
21 أحِبَّائِي الأعِزَّاءَ، إنْ لَمْ تُؤَنِّبْنَا قُلُوبُنَا، فَإنَّ لَنَا جُرْأةً بِالِاقْتِرَابِ مِنَ اللهِ. 22 فَهُوَ يُعطِينَا كُلَّ مَا نَطلُبُهُ، لِأنَّنَا نُطِيعُ وَصَايَاهُ، وَنَفعَلُ مَا يُسِرُّهُ. 23 وَهَذَا مَا يُوصِينَا بِهِ: أنْ نُؤمِنَ بِابنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ، وَأنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا كَمَا أوصَانَا يَسُوعُ. 24 مَنْ يُطِيعُ وَصَايَا اللهِ، يَثْبُتُ فِي اللهِ، وَيَثْبُتُ اللهُ فِيهِ. وَنَحْنُ نَعْرِفُ أنَّ اللهَ ثَابِتٌ فِينَا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي أعطَاهُ لَنَا.
يُوحَنَّا يُحَذِّرُ مِنَ المُعَلِّمِينَ المُزَيَّفِين
4 أيُّهَا الأحِبَّاءُ، لَا تُصَدِّقُوا كُلَّ مَنْ يَقُولُ إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالرُّوحِ، بَلِ امتَحِنُوا مَا يُقَالُ لِتَعْرِفُوا إنْ كَانَ مِنَ اللهِ. لِأنَّ العَدِيدَ مِنَ الأنْبِيَاءِ الكَذَبَةِ انتَشَرُوا فِي هَذَا العَالَمِ. 2 هَكَذَا تُمَيِّزُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ نَبِيٍّ يَعْتَرِفُ بِأنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أتَى إلَى الأرْضِ بِجَسَدِ إنْسَانٍ يَكُونُ مِنْ رُوحِ اللهِ، 3 وَكُلُّ نَبِيٍّ لَا يَعْتَرِفُ بِأنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أتَى إلَى الأرْضِ بِجَسَدِ إنْسَانٍ، لَا يَكُونُ مِنْ رُوحِ اللهِ، وَهُوَ ضِدُّ المَسِيحِ. قَدْ سَمِعْتُمْ أنَّ ضِدَّ المَسِيحِ سَيَأْتِي، وَهُوَ الآنَ فِي العَالَمِ!
4 أيُّهَا الأوْلَادُ، أنْتُمْ تَنْتَمُونَ إلَى اللهِ، وَقَدْ هَزَمتُمْ أُولَئِكَ الأنْبِيَاءَ، لِأنَّ اللهَ الَّذِي فِيكُمْ أعْظَمُ مِنْ إبْلِيسَ الَّذِي فِي العَالَمِ. 5 وَهُمْ يَنْتَمُونَ إلَى العَالَمِ، لِذَلِكَ يَأتِي كَلَامُهُمْ مِنَ العَالَمِ، وَيَسْتَمِعُ العَالَمُ إلَيْهِمْ. 6 أمَّا نَحْنُ فَنَنتَمِي إلَى اللهِ، وَمَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَسْتَمِعُ إلَينَا. لَكِنْ مَنْ لَا يَعْرِفُ اللهَ، فَلَنْ يَسْتَمِعَ إلَينَا. هَكَذَا نُمَيِّزُ بَيْنَ رُوحِ الحَقِّ وَرُوحِ الضَّلَالِ.
المَحَبَّةُ تَأْتِي مِنَ الله
7 أحِبَّائِي الأعِزَّاءَ، لِيُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لِأنَّ المَحَبَّةَ تَأْتِي مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ، يَكُونُ ابنًا للهِ وَيَعْرِفُهُ. 8 أمَّا مَنْ لَا يُحِبُّ، فَإنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لِأنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.
9 هَكَذَا أظْهَرَ اللهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا: أرْسَلَ ابنَهُ الوَحِيدَ إلَى العَالَمِ، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أنْ نَحيَا بِهِ. 10 فَالمَحَبَّةُ الحَقِيقِيَّةُ لَيْسَتْ أنَّنَا أحبَبنَا اللهَ، بَلْ أنَّهُ هُوَ أحَبَّنَا، حَتَّى إنَّهُ أرْسَلَ ابنَهُ لِيَكُونَ ذَبِيحَةً عَنْ خَطَايَانَا.
11 أيُّهَا الأحِبَّاء، بِمَا أنَّ اللهَ أحَبَّنَا بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، يَنْبَغِي أنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا. 12 لَا أحَدَ رَأى اللهَ، لَكِنْ إنْ أحبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَإنَّ اللهَ يَحيَا فِينَا، وَتَكْتَمِلُ مَحَبَّتُهُ فِينَا. 13 نَعْرِفُ أنَّنَا نَحيَا فِي اللهِ وَأنَّهُ يَحيَا فِينَا، لِأنَّهُ سَمَحَ لَنَا أنْ نَشتَرِكَ فِي رُوحِهِ.
14 لَقَدْ رَأيْنَا وَشَهِدْنَا أنَّ الآبَ أرْسَلَ ابنَهُ لِيُخَلِّصَ العَالَمَ. 15 وَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ أنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَإنَّ اللهَ يَثْبُتُ فِيهِ، وَهُوَ يَثْبُتُ فِي اللهِ. 16 وَهَكَذَا عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا المَحَبَّةَ الَّتِي يُحِبُّنَا إيَّاهَا اللهُ. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتُ فِي المَحَبَّةِ، يَثْبُتُ فِي اللهِ، وَيَثْبُتُ اللهُ فِيهِ. 17 وَهَكَذَا تُصْبِحُ المَحَبَّةُ كَامِلَةً فِينَا، فَنُشْبِهَ المَسِيحَ فِي هَذَا العَالَمِ، وَتَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ بِاللهِ عِنْدَمَا يَدِينُ العَالَمَ.
18 المَحَبَّةِ وَالخَوْفُ لَا يَجْتَمِعَانِ، فَالمَحَبَّةُ الكَامِلَةُ تَطْرُدُ الخَوْفَ. الخَوْفُ مُرتَبِطٌ بِالعِقَابِ، وَمَنْ يَخَافُ، لَمْ تَكْتَمِلْ مَحَبَّتُهُ. 19 إنَّنَا نُحِبُّ، لِأنَّ اللهَ بَادَرَ إلَى مَحَبَّتِنَا. 20 فَإنْ قَالَ أحَدُهُمْ: «إنِّي أُحِبُّ اللهَ.» وَهُوَ يَكْرَهُ أخَاهُ، يَكُونُ كَاذِبًا. لِأنَّ مَنْ لَا يُحِبُّ أخَاهُ الَّذِي يَرَاهُ، لَا يَسْتَطِيعُ أنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يَرَهُ. 21 فَالرَّبُّ قَدْ أوْصَانَا وَقَالَ: «مَنْ يُحِبُّ اللهَ، عَلَيْهِ أنْ يُحِبَّ أخَاهُ أيْضًا.»
الإيمَانُ يَنْتَصِر
5 كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ أنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ، قَدْ أصبَحَ ابنًا للهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الآبَ يُحِبُّ ابنَهُ أيْضًا. 2 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّنَا نُحِبُّ إخْوَتَنَا: إنْ كُنَّا نُحِبُّ اللهَ وَنُطِيعُ وَصَايَاهُ. 3 فَنَحْنُ نُظهِرُ مَحَبَّتَنَا للهِ بِطَاعَتِنَا لِوَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ صَعبَةً، 4 لِأنَّ كُلَّ مَنْ يُصْبِحُ ابنًا للهِ، يَنْتَصِرُ عَلَى العَالَمِ. فَإيمَانُنَا هُوَ الَّذِي يَضْمَنُ لَنَا الانْتِصَارَ عَلَى العَالَمِ! 5 فَلَيْسَ أحَدٌ يَنْتَصِرُ عَلَى العَالَمِ إلَّا الَّذِي يُؤمِنُ بِأنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ.
شَهَادَةُ اللهِ عَنِ ابنِه
6 إنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ الَّذِي أتَى إلَينَا بِالمَاءِ وَبِالدَّمِ. لَمْ يَأْتِ بِالمَاءِ فَقَطْ، بَلْ بِالمَاءِ وَبِالدَّمِ. وَالرُّوحُ يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ، لِأنَّ الرُّوحَ هُوَ الحَقُّ. 7 هُنَاكَ ثَلَاثَةٌ يَشْهَدُونَ عَلَى ذَلِكَ: 8 الرُّوحُ، وَالمَاءُ، وَالدَّمُ، وَتَتَّفِقُ شَهَادَاتُ الثَّلَاثَةِ. 9 وَإنْ كُنَّا نَقبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ، فَشَهَادَةُ اللهِ أعْظَمُ، لِأنَّهَا شَهَادَةُ اللهِ عَنِ ابنِهِ. 10 وَمَنْ يُؤمِنُ بِابنِ اللهِ، لَهُ هَذِهِ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. وَمَنْ لَا يُؤمِنُ بِمَا قَالَهُ اللهُ، فَقَدِ اتَّهَمَّ اللهَ بِأنَّهُ كَاذِبٌ، لِأنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْ شَهَادَتَهُ عَنِ ابنِهِ. 11 وَشَهَادَةُ اللهِ هِيَ أنَّهُ قَدْ أعطَانَا الحَيَاةَ الأبَدِيَّةَ، وَهَذِهِ الحَيَاةُ هِيَ فِي ابنِهِ. 12 فَمَنْ لَهُ الابْنُ لَهُ الحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ، لَيْسَتْ لَهُ حَيَاةٌ.
الحَيَاةُ الأبَدِيَّةُ لَنَا الآن
13 أكتُبُ إلَيكُمْ، يَا مَنْ تُؤمِنُونَ بِاسْمِ ابنِ اللهِ، كَي تَتَيَقَّنُوا أنَّ لَكُمُ الحَيَاةَ الأبَدِيَّةَ. 14 وَنَحْنُ نَثِقُ بِاللهِ، فَإنْ طَلَبنَا شَيْئًا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ، يَسْمَعُ لَنَا. 15 وَإنْ عَلِمنَا أنَّهُ يَسْمَعُ لَنَا مَهْمَا طَلَبْنَا مِنْهُ، فَإنَّنَا نَعْلَمُ أنَّهُ سَيُعطِينَا مَا طَلَبنَا.
16 إنْ رَأى أحَدُكُمْ أخَاهُ يَرْتَكِبُ خَطِيَّةً لَا تُؤَدِّي إلَى المَوْتِ، فَلْيُصَلِّ مِنْ أجْلِهِ، فَيَسْتَجِيبَ اللهُ وَيَمْنَحَ الحَيَاةَ لِأخِيهِ الَّذِي ارتَكَبَ خَطِيَّةً لَا تُؤَدِّي إلَى المَوْتِ. فَهُنَاكَ خَطِيَّةٌ تُؤَدِّي إلَى المَوْتِ. وَلَيْسَ لأجْلِ هَذِهِ أطلبُ إلَيكُمْ أنْ تُصَلُّوا!
17 كُلُّ مَا حَادَ عَنِ الصَّوَابِ هُوَ خَطِيَّةٌ، لَكِنْ هُنَاكَ خَطَايَا لَا تُؤَدِّي إلَى المَوْتِ. 18 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ مَنْ صَارَ ابنًا للهِ لَا يَسْتَمِرُّ فِي الخَطِيَّةِ، لِأنَّ ابْنَ اللهِ يَحْمِيهِ، وَلَنْ يَسْتَطِيعَ الشِّرِّيرُ أنْ يُؤذِيَهُ. 19 نَحْنُ نَعْلَمُ أنَّنَا نَتبَعُ اللهَ، بَيْنَمَا العَالَمُ بِأَسْرِهِ تَحْتَ سَيطَرَةِ الشِّرِّيرِ. 20 لَكِنَّنَا نَعْلَمُ أنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ أتَى، وَأعطَانَا فَهمًا لِنَعْرِفَ الحَقَّ. وَنَحْنُ نَحيَا فِي ذَلِكَ الحَقِّ فِي ابنِ اللهِ يَسُوعَ المَسِيحِ. هَذَا هُوَ اللهُ الحَقُّ، وَهُوَ الحَيَاةُ الأبَدِيَّةُ. 21 فَابْتَعِدُوا، يَا أوْلَادِي، عَنِ الآلِهَةِ المُزَيَّفَةِ.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International