Print Page Options
Previous Prev Day Next DayNext

Chronological

Read the Bible in the chronological order in which its stories and events occurred.
Duration: 365 days
Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)
Version
ﺭﻭﻣﻴﺔ 8-10

الحَيَاةُ فِي الرُّوح

إذًا لَا دَينُونَةَ الآنَ عَلَى مَنْ هُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ. فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ، حَرَّرَتكَ[a] شَريعَةُ الرُّوحِ المُحْيِي مِنْ شَرِيعَةِ الخَطِيَّةِ الَّتِي تُؤَدِّي إلَى المَوْتِ. فَقَدْ حَقَّقَ اللهُ مَا عَجِزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْ تَحْقِيقِهِ. حَيْثُ إنَّ الطَّبِيعَةَ الجَسَدِيَّةَ جَعَلَتِ الشَّرِيعَةَ عَاجِزَةً. وَهَكَذَا أرْسَلَ اللهُ ابنَهُ فِي جَسَدٍ كَجَسَدِنَا، إلَّا أنَّهُ لَمْ يُخطِئْ. فَكَانَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَأدَانَ اللهُ الخَطِيَّةَ فِي جَسَدٍ بَشَرِيٍّ! هَكَذَا تَتَحَقَّقُ مَطَالِبُ الشَّرِيعَةِ العَادِلَةُ فِينَا نَحْنُ الَّذِينَ نَسْلُكُ حَسَبَ الرُّوحِ، لَا حَسَبَ طَبِيعَتِنَا الجَسَدِيَّةِ.

فَالَّذِينَ يَعِيشُونَ حَسَبَ طَبِيعَتِهِمُ الجَسَدِيَّةِ، تَتَرَكَّزُ أفكَارُهُمْ عَلَى رَغَبَاتِ تِلْكَ الطَّبِيعَةِ. أمَّا الَّذِينَ يَحْيَونَ حَسَبَ الرُّوحِ القُدُسِ، فَتَتَرَكَّزُ أفكَارُهُمْ عَلَى مَا يَرْغَبُ الرُّوحُ فِيهِ. فَالتَّفكِيرُ الخَاضِعُ لِلطَّبِيعَةِ الجَسَدِيَّةِ يُنتِجُ مَوْتًا، أمَّا التَّفكِيرُ الخَاضِعُ لِلرُّوحِ فَيُنتِجُ حَيَاةً وَسَلَامًا. فَالتَّفكِيرُ الخَاضِعُ لِلطَّبِيعَةِ الجَسَدِيَّةِ مُعَادٍ للهِ، لِأنَّهُ لَا يَخْضَعُ لِشَرِيعَةِ اللهِ، بَلْ وَلَا يُمكِنُهُ أنْ يَخْضَعَ! كَمَا لَا يُمْكِنُ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ يَعِيشُونَ حَسَبَ طَبِيعَتِهِمُ الجَسَديَّةِ أنْ يُرضُوا اللهَ. أمَّا أنْتُمْ فَلَسْتُمْ خَاضِعِينَ لِلطَّبِيعَةِ الجَسَدِيَّةِ، بَلْ لِلرُّوحِ، إنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. لَكِنْ إنْ كَانَ أحَدٌ لَيْسَ فِيهِ رُوحُ المَسِيحِ، فَهوَ لَا يَنْتَمِي لِلمَسِيحِ.

10 إنَّ أجسَادَكُمْ مَيِّتَةٌ بِسَبَبِ الخَطِيَّةِ، لَكِنْ إنْ كَانَ المَسيحُ فِيكُمْ، فَالرُّوحُ حَيَاةٌ لَكُمْ، لأنَّكُمْ قَدْ تَبَرَّرتُمْ. 11 وَإنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أقَامَ المَسِيحَ مِنَ المَوْتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَإنَّ الَّذِي أقَامَهُ مِنَ المَوْتِ سَيُعطِي أيْضًا حَيَاةً لِأجسَامِكُمُ الفَانِيَةِ بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.

12 لِذَلِكَ فَإنَّنَا لَسْنَا مُلتَزِمِينَ، أيُّهَا الإخْوَةُ، نَحْوَ طَبِيعَتِنَا الجَسَديَّةِ لِنَعِيشَ حَسَبَهَا. 13 لِأنَّكُمْ إنْ عِشتُمْ حَسَبَ طَبِيعَتِكُمُ الجَسَديَّةِ، فَسَتَمُوتُونَ. لَكِنْ إذَا أمَتُّمْ أعْمَالَ تِلْكَ الطَّبِيعَةِ بِالرُّوحِ، فَسَتَحْيَونَ.

14 فَالَّذِينَ يَتْبَعُونَ قِيَادَةَ رُوحِ اللهِ هُمْ أبْنَاءُ اللهِ. 15 لِأنَّ الرُّوحَ الَّذِي أخَذتُمُوهُ، لَا يَجْعَلُكُمْ عَبِيدًا لِتَعُودُوا إلَى الخَوفِ بَلْ يَجْعَلُكُمْ أبْنَاءً للهِ بِالتَّبَنِّي. وَنَحْنُ نَصْرُخُ بِهَذَا الرُّوحِ مُنَادِينَ الآبَ: «يَا بَابَا!»[b] 16 وَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أروَاحِنَا أنَّنَا أبْنَاءُ اللهِ. 17 وَبِمَا أنَّنَا أبْنَاءُ اللهِ، فَإنَّنَا وَرَثَتُهُ أيْضًا، وَنَحْنُ شُرَكَاءُ فِي الإرثِ مَعَ المَسِيحِ. فَإنْ كُنَّا نُشَارِكُهُ الألَمَ، فَسَنُشَارِكُهُ المَجْدَ أيْضًا.

مَجْدُ المُسْتَقْبَل

18 فَأنَا أعتَبِرُ آلَامَنَا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ لَا شَيءَ بِالقِيَاسِ مَعَ مَجْدِ المُسْتَقْبَلِ الَّذِي سَيَكْشِفُهُ اللهُ لَنَا. 19 فَإنَّ العَالَمَ المَخْلُوقَ يَنْتَظِرُ بِاشتِيَاقٍ ذَلِكَ الوَقْتَ الَّذِي فِيهِ سَيُعلِنُ اللهُ أبْنَاءَهُ. 20 فَقَدْ أُخضِعَ هَذَا العَالَمُ المَخْلُوقُ لِحَالَةٍ فَقَدَ فِيهَا قِيمَتَهُ! لَا بِاختِيَارِهِ، بَلْ بِمَشِيئَةِ اللهِ نَفْسِهِ. لَكِنْ هُنَاكَ رَجَاءٌ، 21 وَهُوَ أنْ يَتَحَرَّرَ هَذَا العَالَمُ المَخْلُوقُ أيْضًا مِنْ عُبُودِيَّتِهِ لِلفَسَادِ، وَيَتَمَتَّعَ بِالحُرِّيَّةِ المَجِيدَةِ الَّتِي لِأبْنَاءِ اللهِ.

22 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّهُ حَتَّى هَذَا اليَوْمِ، يَئِنُّ العَالَمُ المَخْلُوقُ كُلُّهُ مَعًا كَامْرَأةٍ فِي آلَامِ الوِلَادَةِ. 23 وَلَيْسَ العَالَمُ المَخْلُوقُ وَحْدَهُ، بَلْ نَحْنُ أيْضًا نَئِنُّ فِي أعمَاقِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ أخَذنَا الرُّوحَ القُدُسَ كَأوَّلِ حَصَادِ بَرَكَاتِ اللهِ. وَنَحْنُ أيْضًا نَنتَظِرُ بِشَوقٍ أنْ يَتَبَنَّانَا اللهُ بِشَكلٍ كَامِلٍ، حِينَ يُحَرِّرُ أجسَامَنَا. 24 لَقَدْ خَلُصْنَا، وَلِهَذَا فَإنَّ قُلُوبَنَا مَملُوءَةٌ بِهَذَا الرَّجَاءِ. وَلَوْ أمكَنَنَا أنْ نَرَى مَا نَرجُوهُ، فَإنَّ الرَجَاءَ لَا يَعُودُ رَجَاءً. فَلَا يُمْكِنُ لأحَدٍ أنْ يَرْجُوَ مَا يَمْلِكُهُ بِالفِعْلِ. 25 وَلَكِنْ بِمَا أنَّنَا نَرجُو مَا لَا نَملُكُهُ، فَإنَّنَا نَتَشَوَّقُ إلَيْهِ بِصَبْرٍ.

26 كَذَلِكَ يُعِينُنَا الرُّوحُ القُدُسُ أيْضًا فِي ضَعفِنَا، فَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ كَيْفَ نُصَلِّي كَمَا يَنْبَغِي، لَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يُصَلِّي مِنْ أجْلِنَا بِأنَّاتٍ لَا يُعَبَّرُ عَنْهَا بِالْكَلَامِ. 27 وَاللهُ الَّذِي يَفْحَصُ القُلُوبَ يَعْرِفُ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ، لِأنَّ الرُّوحَ يُصَلِّي مِنْ أجْلِ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ بِمَا يُوافِقُ إرَادَةَ اللهِ. 28 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ اللهَ يَجْعَلُ كُلَّ الأشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِخَيرِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ، المَدعُوِّينَ حَسَبَ إرَادَتِهِ. 29 اخْتَارَهُمُ اللهُ مُسْبَقًا، وَقَدَّسَهُمْ لَهُ مُسْبَقَا، لِيَكُونُوا عَلَى صُورَةِ ابنِهِ، وَذَلِكَ لِيَكُونَ ابْنُهُ بِكْرًا[c] بَيْنَ إخْوَةٍ كَثِيرِينَ. 30 ثُمَّ دَعَا الَّذِينَ قَدَّسَهُمْ، ثُمَّ بَرَّرَ الَّذِينَ دَعَاهُمْ، ثُمَّ مَجَّدَ الَّذِينَ بَرَّرَهُمْ.

مَحَبَّةُ اللهِ فِي المَسِيحِ يَسُوع

31 فَمَاذَا نَقُولُ فِي ضَوْءِ هَذَا كُلِّهِ؟ إنْ كَانَ اللهُ إلَى جَانِبِنَا، فَمَنْ يَصْمُدُ ضِدَّنَا؟ 32 وَإنْ كَانَ اللهُ لَمْ يَمْنَعْ عَنَّا ابنَهُ الوَحِيدَ، بَلْ أسلَمَهُ لِلمَوْتِ مِنْ أجْلِنَا جَمِيعًا، أفَلَا يَكُونُ مُسْتَعِدًّا لإعطَائِنَا كُلَّ شَيءٍ مَعَهُ؟ 33 مَنِ الَّذِي سَيَشْتَكي عَلَىْ الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ؟ فَاللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّئُهُمْ. 34 وَمَنِ الَّذِي سَيَدِينُهُمْ؟ فَالمَسِيحُ يَسُوعُ هُوَ الَّذِي مَاتَ وَقَامَ، وَهُوَ أيْضًا الَّذِي يَجْلِسُ عَنْ يَمِينِ اللهِ يُحَامِي عَنَّا. 35 فَمَنْ يَقْدِرُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ المَسِيحِ؟ أتَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ الضِّيقَاتُ، أمِ المَشَقَّاتُ، أمْ الاضطِهَادَاتُ، أمِ الجُوعُ، أمِ العُريُ، أمِ الأخطَارُ، أمِ المَوْتُ بِالسَّيفِ؟ 36 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«إنَّنَا مِنْ أجْلِكَ نُواجِهُ خَطَرَ المَوْتِ
طَوَالَ النَّهَارِ.
وَنَحْنُ مَحسُوبُونَ كَغَنَمٍ لِلذَّبحِ.»[d]

37 غَيْرَ أنَّنَا فِي كُلِّ هَذِهِ الشَّدَائِدِ، مُنتَصِرُونَ انتِصَارًا مَجِيدًا جِدًّا مِنْ خِلَالِ ذَاكَ الَّذِي أحَبَّنَا. 38 فَأنَا مُقتَنِعٌ بِأنَّهُ مَا مِنْ شَيءٍ يَقْدِرُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. فَلَا مَوْتَ وَلَا حَيَاةَ، وَلَا مَلَائِكَةَ وَلَا أروَاحَ مُتَسَلِّطَةً، وَلَا شَيءَ فِي الحَاضِرِ، وَلَا شَيءَ فِي المُسْتَقْبَلِ، وَلَا قُوَىً رُوحِيَّةً، 39 وَلَا شَيءَ مِمَّا فَوقَنَا، وَلَا شَيءَ مِمَّا تَحْتَنَا، وَلَا أيَّ شَيءٍ آخَرَ مَخْلُوقٍ يُمْكِنُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي لَنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

بَنُو إسْرَائيِل

أقُولُ الصِّدقَ مُؤمِنًا بِالمَسِيحِ، وَلَا أكذِبُ. وَضَمِيرِي يَشْهَدُ بِالرُّوحِ القُدُسِ عَلَى كَلَامِي. فَفِي قَلْبِي حُزنٌ عَظِيمٌ وَألَمٌ مُتَوَاصِلٌ. أكَادُ أتَمَنَّى لَوْ أنِّي كُنْتُ أنَا تَحْتَ لَعنَةٍ وَمَفصُولًا عَنِ المَسِيحِ، إنْ كَانَ هَذَا يُفِيدُ إخْوَتِي وَأخَوَاتِي حَسَبَ النَّسَبِ البَشَرِيِّ. إنَّهُمْ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ مِثْلِي، وَلَهُمُ امتِيَازَاتٌ كَثِيرةٌ. فَقَدْ تَبَنَّاهُمُ اللهُ، وَقَدْ رَأوْا مَجْدَ اللهِ، وَأعْطَاهُمُ اللهُ العُهُودَ وَالشَّرِيعَةَ وَالعِبَادَةَ فِي خَيْمَةِ الاجتِمَاعِ وَالوُعُودَ. هُمْ نَسْلُ الآبَاءِ، وَيَنْتَسِبُ إلَيْهِمُ المَسِيحُ حَسَبَ النَّسَبِ البَشَرِيِّ. وَهُوَ اللهُ الكَائِنُ عَلَى الجَمِيعِ. لِيَتَبَارَكْ إلَى الأبَدِ! آمِين.

لَكِنِّي لَا أقصِدُ أنَّ اللهَ لَمْ يُحَافِظْ عَلَى الوُعُودِ الَّتِي قَطَعَهَا لَهُمْ. لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الَّذِينَ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ هُمْ شَعْبُ اللهِ حَقًّا. وَكَوْنُهُمْ مِنْ نَسْلِ إبرَاهِيمَ، لَا يَعْنِي أنَّهُمْ كُلُّهُمْ أبنَاؤُهُ. لَكِنْ كَمَا قَالَ اللهُ لإبرَاهِيمَ: «سَيَكُونُ لَكَ نَسْلٌ بِوَاسِطَةِ إسْحَاقَ.»[e] وَهَذَا يَعْنِي أنَّ أبْنَاءَ اللهِ، لَيْسَ هُمُ الأبْنَاءَ المَولُودِينَ بِالطَّرِيقَةِ الطَّبِيعِيَّةِ، بَلِ الأبْنَاءَ المُرتَبِطِينَ بِوَعْدِ اللهِ. وَقَدْ كَانَ الوَعْدُ كَمَا يَلِي: «فِي مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ سَأعُودُ، وَسَيَكُونُ لِسَارَةَ وَلَدٌ.»[f]

10 وَهُنَاكَ مِثَالٌ آخَرُ: رِفقَةُ أيْضًا حَبَلَتْ مِنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ، هُوَ أبُونَا إسْحَاقُ. 11 وَلَمْ يَكُنْ وَلَدَاهَا التَّوأمَانِ قَدْ وُلِدَا بَعْدُ، وَلَمْ يَكُونَا قَدْ عَمِلَا بَعْدُ عَمَلًا صَالِحًا أوْ سَيِّئًا. فَأرَادَ اللهُ أنْ يُؤكِّدَ عَلَى مَشيئَتِهِ الَّتِي تَتَحَقَّقُ بِاختِيَارِ أحَدِهِمَا.

12 فَلَيْسَت مَشيئَتُهُ مَبنِيَّةً عَلَى أعْمَالِ الإنْسَانِ، بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يَدْعُو الإنْسَانَ. وَلِهَذَا قَالَ اللهُ لِرِفقَةَ: إنَّ «أكبَرَهُمَا سَيَخْدِمُ أصغَرَهُمَا.»[g] 13 لِذَلِكَ قَالَ الكِتَابُ: «فَضَّلْتُ يَعْقُوبَ عَلَى عِيسُو.»[h]

14 فَمَاذَا نَقُولُ؟ أيُعقَلُ أنْ يَكُونَ اللهُ غَيْرَ عَادِلٍ؟ 15 بِالطَبعِ لَا! فَقَدْ قَالَ لِمُوسَى: «سَأرْحَمُ مَنْ أشَاءُ، وَسأُشفِقُ عَلَى مَنْ أشَاءُ.»[i] 16 فَلَا يَعْتَمِدُ الأمْرُ عَلَى رَغبَةِ الإنْسَانِ أوْ جُهُودِهِ، بَلْ عَلَى اللهِ الرَّحِيمِ. 17 فَفِي الكِتَابِ، قَالَ اللهُ لِفِرعَونَ: «لَقَدْ أقَمتُكَ مَلِكًا لِهَذَا الغَرَضِ بِذَاتِهِ: أنْ أُظهِرَ قُوَّتِي فِيكَ، وَلِكَي أجْعَلَ اسْمِي مَعْرُوفًا فِي كُلِّ الأرْضِ.»[j] 18 فَاللهُ يَرْحَمُ مَنْ يَختَارُ أنْ يَرْحَمَهُ، وَيُقَسِّي مَنْ يَختَارُ أنْ يُقَسِّيَ قَلْبَهُ.

19 وَرُبَّمَا تَقُولُ لِي: «فَلِمَاذَا يَلُومُنَا اللهُ، لِأنَّهُ مَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يُقَاوِمَ مَشِيئَتَهُ؟» 20 بَلْ مَنْ أنْتَ، أيُّهَا الإنْسَانُ المَخْلُوقُ لِكَي تَحْتَجَّ عَلَى اللهِ؟ أيَسألُ الفُخَّارُ صَانِعَهُ مُعتَرِضًا: «لِمَاذَا شَكَّلْتَنِي هَكَذَا؟» 21 ألَا يَمْلِكُ الخَزَّافُ سُلطَةً عَلَى الطِّينِ لِيَجْعَلَ مِنْ كُتلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهُ إنَاءً مُمَيَّزًا أوْ إنَاءً عَادِيًّا؟

22 وَهَكَذَا مَعَ اللهِ. فَقَدْ أرَادَ اللهُ أنْ يُظهِرَ غَضَبَهُ، وَيُعَرِّفَ النَّاسَ بِقُوَّتِهِ، فَاحْتَمَلَ بِصَبرٍ عَظِيمٍ الآنِيَةَ البَشَرِيَّةَ الَّتِي سَيَنْصَبُّ عَلَيْهَا غَضَبُهُ، وَالَّتِي مَصِيرُهَا الهَلَاكُ. 23 احتَمَلَهَا اللهُ لِكَي يُظهِرَ غِنَى رَحمَتِهِ المَجِيدَ عَلَى آنِيَةٍ بَشَرِيَّةٍ قَصَدَ أنْ يَرْحَمَهَا. وَهِيَ آنَيَةٌ أعَدَّهَا لِتَنَالَ المَجْدَ. 24 هَذِهِ الآنِيَةُ البَشَرِيَّةُ هِيَ نَحْنُ الَّذِينَ دَعَانَا، لَا مِنْ بَيْنِ اليَهُودِ فَقَطْ، بَلْ مِنْ بَيْنِ غَيْرِ اليَهُودِ أيْضًا. 25 فَكَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ هُوشَعَ:

«أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا مِنْ شَعْبِي،
سَأجعَلُهُمْ شَعْبًا لِي.
وَالمَرْأةُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَحبُوبَةً،
سَأدعُوهَا مَحبُوبَتِي.»[k]

26 وَكَذَلِكَ …

«فِي المَكَانِ الَّذِي قِيلَ فِيهِ: ‹لَسْتُمْ شَعْبِي،›
سَيُدْعَونَ ‹أبْنَاءَ اللهِ الحَيِّ.›»[l]

27 وَيَصْرُخُ إشَعْيَاءُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِبَنِي إسْرَائِيلَ فَيَقُولُ:

«حَتَّى لَوْ كَانَ بَنُو إسْرَائِيلَ بِعَدَدِ رِمَالِ البَحْرِ،
فَلَنْ يَخْلُصَ مِنْهُمْ إلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ.
28 فَالرَّبُّ سَيُنَفِّذُ حُكْمَهُ عَلَى الأرْضِ بِسُرعَةٍ وَبِحَسْمٍ!»[m]

29 كَمَا تَنَبَّأ إشَعْيَاءُ وَقَالَ:

«لَوْ لَمْ يُبقِ لَنَا الرَّبُّ القَدِيرُ نَسْلًا،
لَكُنَّا مِثْلَ سَدُومَ،
وَلأصبَحنَا مِثْلَ عَمُورَةَ.»[n]

30 فَمَاذَا يَعْنِي ذَلِكَ؟ يَعْنِي أنَّ غَيْرَ اليَهُودِ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا إلَى البِرِّ، نَالُوا البِرَّ الَّذِي يَأتِي بِالإيمَانِ. 31 أمَّا بَنُو إسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَسْعَوْنَ إلَى البِرِّ مِنْ خِلَالِ الشَّرِيعَةِ، فَلَمْ يَنْجَحُوا فِي ذَلِكَ! 32 لِمَاذَا؟ لِأنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَسْعَوْنَ إلَى البِرِّ عَنْ طَرِيقِ الإيمَانِ، بَلْ سَعَوْا إلَيْهِ بِأعْمَالِهِمْ، فَتَعَثَّرُوا بِحَجَرِ العَثَرَةِ. 33 فَمَاذَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«هَا إنِّي أضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا يُعثِرُ النَّاسَ،
وَصَخرَةً تُسْقِطُهُمْ.
أمَّا الَّذِي يُؤمِنُ بِهِ،
فَلَنْ يَخِيبَ لَهُ رَجَاءٌ.»[o]

10 أيُّهَا الإخْوَةُ، كَمْ أشتَاقُ وَأُصَلِّي أنْ يَنَالَ بَنُو إسْرَائِيلَ الخَلَاصَ! فَأنَا أشهَدُ أنَّ لَهُمْ حَمَاسًا للهِ، لَكِنَّهُ حَمَاسٌ غَيْرُ مَبنِيٍّ عَلَى المَعْرِفَةِ. فَلِأنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا البِرَّ الَّذِي مِنَ اللهِ، كَانُوا يُحَاوِلُونَ أنْ يَتَبَرَّرُوا بِطَرِيقَتِهِمُ الخَاصَّةِ، فَلَمْ يَخْضَعُوا لِطَرِيقَةِ اللهِ! فَبِالنِّسبَةِ لِكُلِّ مَنْ يُؤمِنُ، المَسِيحُ هُوَ تَحْقِيقُ هَدَفِ الشَّرِيعَةِ، أيِ البِرِّ.

أمَّا عَنِ البِرِّ الَّذِي يَأتِي مِنَ الشَّرِيعَةِ، فَيَقُولُ مُوسَى: «مَنْ يَعْمَلُ هَذِهِ الأُمُورَ سَيَحيَا بِهَا.»[p] أمَّا عَنِ البِرِّ الَّذِي بِالإيمَانِ، فَيَقُولُ: «لَا تَقُلْ فِي قَلْبِكَ: ‹مَنْ سَيَصْعَدُ إلَى السَّمَاءِ؟›» أيْ لِيُنزِلَ المَسِيحَ إلَى الأرْضِ. «وَلَا تَقُلْ: ‹مَنْ سَيَنْزِلُ إلَى الهَاوِيَةِ؟›» أيْ لِيُصْعِدَ المَسِيحَ مِنَ المَوْتِ. لِأنَّهُ يَقُولُ أيْضًا: «الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ. هِيَ عَلَى شَفَتَيْكَ وَفِي قَلْبِكَ.»[q] وَهَذِهِ هِيَ كَلِمَةُ الإيمَانِ الَّتِي نُبَشِّرُ بِهَا: إنْ أعلَنتَ بِشَفَتَيْكَ، وَآمَنتَ بِقَلْبِكَ، أنَّ يَسُوعَ رَبٌّ وَأنَّ اللهَ أقَامَهُ مِنَ المَوْتِ، خَلُصْتَ. 10 فَبِالقَلْبِ، يُؤمِنُ الإنْسَانُ لِيَنَالَ البِرَّ. وَبِالشَّفَتَيْنِ، يُعلِنُ إيمَانَهُ لِيَنَالَ الخَلَاصَ. 11 فَالكِتَابُ يَقُولُ: «الَّذِي يُؤمِنُ بِهِ لَا يَخِيبُ لَهُ رَجَاءٌ.»[r]

12 فَلَا فَرقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ وَغَيرِ يَهُودِيٍّ. لِأنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ رَبٌّ عَلَى الكُلِّ. وَهُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحمَةِ لِلَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ. 13 لِأنَّ الكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ[s] سَيَخْلُصُ.»[t] 14 وَلَكِنْ كَيْفَ يُمكِنُهُمْ أنْ يَتَّكِلُوا عَلَى مَنْ لَمْ يُؤمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُمكِنُهُمْ أنْ يُؤمِنُوا بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُمكِنُهُمْ أنْ يَسْمَعُوا دُونَ مُبَشِّرٍ؟ 15 وَكَيْفَ يُبَشِّرُونَ مَا لَمْ يُرسِلْهُمْ أحَدٌ؟ فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: «مَا أجمَلَ مَجِيءَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ البِشَارَةَ!»[u] 16 لَكِنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُوا البِشَارَةَ جَمِيعًا. فَإشَعْيَاءُ يَقُولُ: «يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ رِسَالَتَنَا؟»[v] 17 فَالإيمَانُ يَأتِي نَتِيجَةً لِسَمَاعِ الرِّسَالَةِ، وَتُسمَعُ الرِّسَالَةُ حِينَ يُبَشِّرُ أحَدُهُمْ بِالمَسِيحِ. 18 لَكِنِّي أسألُ: «ألَمْ يَسْمَعُوا رِسَالَتَنَا؟» بَلْ سَمِعُوهَا، إذْ يَقُولُ الكِتَابُ:

«‹وَصَلَتْ أصوَاتُهُمْ
إلَى جَمِيعِ أنْحَاءِ الأرْضِ.
وَانتَقَلَتْ كَلِمَاتُهُمْ
إلَى أقَاصِي العَالَمِ.›[w]»

19 وَأسألُ أيْضًا: «ألَمْ يَفْهَمْ بَنُو إسْرَائِيلَ؟» أوَّلًا، يَقُولُ مُوسَى نَقلًا عَنِ اللهِ:

«سَأجعَلُكُمْ تَغَارُونَ،
لِأنِّي سَأستَخْدِمُ شَعْبًا بِلَا هَوِيَّةٍ.
وَسَأُغيظُكُمْ،
لِأنِّي سَأستَخْدِمُ أُمَّةً جَاهِلَةً!»[x]

20 ثُمَّ يَتَجَاسَرُ إشَعْيَاءُ فَيَقُولُ نَقلًا عَنِ اللهِ:

«وَجَدَنِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يَبْحَثُوا عَنِّي.
وَأعلَنتُ ذَاتِي لِلَّذِينَ لَمْ يَسألُوا عَنِّي.»[y]

21 أمَّا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ، فَيَقُولُ اللهُ:

«مَدَدْتُ يَدَيَّ طَوَالَ النَّهَارِ
نَحْوَ شَعْبٍ عَاصٍ وَعَنِيدٍ!»[z]

Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)

Copyright © 2009, 2016 by Bible League International